يعتبر قصص القرآن الكريم للأطفال بحرًا من الحكمة والمعرفة، وقد أودع الله فيه قصصًا رائعة تحمل في طياتها العبر والمواعظ. وتعد هذه القصص وسيلة فعّالة لتعليم الأطفال القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة. فتأثير القصة في عقول الأطفال كبير، إذ تجعلهم يتعلمون ويستوعبون الحقائق بطريقة سهلة وممتعة، ويعيشون مع الأبطال والأحداث وكأنهم جزء منها.
← حين تجلس “الأم” بجانب أبنائها ، تعود بذاكرتها إلى قصص عن الأنبياء والصالحين من القرآن الكريم. تلك القصص التي كانت تبث في قلبها الطمأنينة وتقوي إيمانها، والتي أصبحت ترى أثرها اليوم ونحن نسردها لأطفالها، فتشعر بنور ينتقل إلى قلوبهم الصغيرة. نعلم بأن قصص القرآن الكريم ليست مجرد حكايات، بل هي طريق لغرس القيم والمبادئ الراسخة التي تُنير درب أبنائنا في المستقبل.
»لماذا قصص القرآن الكريم للأطفال؟
في زمن تكثر فيه القصص الخيالية وأبطالها من غير الواقع، تشعر الأمهات بالاطمئنان وهي ترى أطفالها يتعلمون من قصص القرآن الكريم . فهذه القصص، على عكس القصص الخيالية، تحمل في طياتها عبرًا وحكمًا عن الحياة، وتُرسخ مبادئ الشجاعة والصبر والتوكل على الله. عندما يطلب “الطفل”، أن تحكي له قصة جديدة من قصص القرآن، تتبادر إلى ذهنه قصة “نوح عليه السلام”، أن هناك نبيًّا ظل يدعو قومه ليلًا ونهارًا لأكثر من ٩٥٠ عامًا، يدعوهم إلى الإيمان بالله وهم يرفضون.” وبهذا بُدأت تسرد عليه قصة نوح عليه السلام.
»أشهر القصص القرآنية للأطفال…
في كل ليلة، نبدأ بقصة جديدة تتناسب مع ما يحتاجه أبناؤنا من قيم وتوجيهات، وتأتي القصص كوسيلة لترسيخ المبادئ والأخلاق في نفوسهم. ومن بين هذه القصص:
- قصة نوح عليه السلام:
بعد أن يعلم الطفل عن صبر نوح عليه السلام وتفانيه في دعوة قومه رغم صدهم المستمر، و أنه لم يفقد الأمل أبدًا، وكان واثقًا بأن الله سينصره في النهاية.”
“تخيلوا معي، كيف كان نوح عليه السلام يصبر ويتحمل السخرية لسنوات طويلة، كان يعلم أن الله سيكافئه على هذا الصبر “.
نشعر بأننا نوصل رسالة في غاية الأهمية إلى أطفالنا، وهي أن الصبر والتوكل على الله هما السبيلان للوصول إلى الخير. وأن الإنسان، مهما كان في موقف صعب، عليه أن يتحلى بالإيمان بأن الله معه ولن يخذله.
- قصة يونس عليه السلام: لو عن الأمل، فسوف نُلهم بالحديث عن قصة يونس عليه السلام. و اللحظة التي ابتلعه فيها الحوت، وكيف كان في ظلمات بطن الحوت دون أن يفقد إيمانه.تخيل، كم كان يونس عليه السلام مؤمنًا بأن الله لن يتركه وحده، وأن نداءه الصادق لربه أنجاه.” وهكذا تُعطي القصة لأبنائنا درسًا عظيمًا في الإيمان بالله حتى في أصعب الظروف، وتعلمهم ألا يفقدوا الأمل، فالله قادر على إخراج عباده من كل ضيق مهما كان حجمه.
- قصة موسى في التابوت: عندما يمر أبناؤنا بأوقات صعبة، نذكرهم بقصة موسى الرضيع الذي وضع في التابوت وألقي في النهر بأمر من الله. وتحكي لهم عن كيف رعت عناية الله موسى حتى في هذه الظروف الصعبة. تجسد هذه القصة فكرة أن الله دائمًا يرعى عباده، وأنه حتى في أحلك اللحظات، هناك يد إلهية ترعى كل مؤمن وتخفف عنه، وتؤكد لهم أن الله لن يتركهم وحدهم مهما كانت التحديات كبيرة.
»فوائد قصص القرآن الكريم للأطفال…
بعد ثرد القصص القرأنية نلاحظ تغييرات واضحة في سلوك الاطفال، وبدأت ترى انعكاسًا إيجابيًا لكل قصة ترويها لهم. قصص القرآن الكريم للأطفال ليست مجرد قصص للترفيه والتسلية، بل هي دروس قيّمة في الحياة، تزرع في قلوبهم قيمًا نبيلة، وتوجه عقولهم نحو الأخلاق الإسلامية. أصبح الأطفال أكثر قدرة على التمييز بين الخير والشر، وأكثر صبرًا في مواجهة المشكلات. أصبحت تلك القصص نورًا يضيء لهم طريقهم ويوجههم نحو الطريق الصحيح .
»كيف يمكن تقديم القصص للأطفال بشكل ممتع؟
↵ أن الطريقة التي تسرد بها القصة قد تكون هي السر في جذب انتباه الأطفال وجعلهم يستمتعون بالقصة ويعيشون تفاصيلها. لذا، نحرص دائمًا على جعل القصص تفاعلية تثير حماسهم وتفاعلهم. خلال سردها مثلا: قصة “يونس عليه السلام”، نتوقف في منتصف القصة ونسألهم: “تخيلوا لو كنتم مكان يونس، كيف ستشعرون؟”، فتسمع من الأطفال تفاعلًا عاطفيًا يعكس مدى تأثرهم بالقصة. كما أننا نستخدم الإشارات باليد ونغير نبرة الصوت بين الهدوء والفرح والحزن حسب مجرى القصة، لنجعل من القصة عالمًا يعيش فيه أطفالنا بكل حواسهم .
⇐لم نكتفي بالسرد فقط، بل أحيانًا نشجعهم على تمثيل بعض مشاهد القصة، مما يخلق ارتباطًا عميقًا لديهم مع ما يسمعونه. على سبيل المثال، نجد طفل وأخته يتقمصان شخصية موسى وأمه، ويحاولان تمثيل مشهد وضعه في التابوت، فتُصبح القصة أكثر قربًا وتأثيرًا في نفوسهم الصغيرة، ويتحول درس القصة إلى ذكرى جميلة تبقى في ذاكرتهم.
⇐›قصص القرآن نور في قلب الطفل
أن تكبر بذور الخير التي زرعتها قصص القرآن الكريم في قلوب الأطفال، وتحمل في طياتها أثرًا يبقى معهم طوال حياتهم. ومع مرور الأيام، أصبح الأطفال ينظرون إلى القرآن ليس فقط ككتاب للقراءة، بل كصديق يوجههم في حياتهم، وكأن القصص التي نرويها لهم أصبحت جزءًا من عالمهم الواقعي. قصص القرآن الكريم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، يذكرون تفاصيلها ويتحدثون عنها، وكأنها جزء من واقعهم.
وفي ليلة هادئة، وبعد أن ننتهي من سرد قصة جديدة، نختم الجلسة التفاعلية بقول : “أتدرون يا أحبائي، أن الله سبحانه وتعالى يرسل لنا هذه القصص لتكون نورًا يهتدي به قلبنا في كل لحظة؟ إن أردتم أن تظل هذه القصص تضيء حياتكم، فتذكروا أن القرآن دائمًا في متناول أيديكم، وبإمكانكم دائمًا أن تعودوا إل
أحاديث نبوية عن قصص القرأن الكريم
عن سعد بن أبي وقاص قال: «أُنزل القرآنُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} (يوسف: 1) إلى قوله: {نحن نقص عليك أحسن القصص} (يوسف: 3) فتلاها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله: {الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا} (الزمر: 23) الآية، كل ذلك يؤمرون بالقرآن» قال خلاد: وزاد فيه غيره قالوا: يا رسول الله ذكرنا، فأنزل الله {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} (الحديد: 16)
سعد بن أبي وقاص يُخبر بأن القرآن أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قام بتلاوته عليهم لفترة. عندما طلبوا منه أن يقص عليهم القصص، نُزلت الآيات التي تبدأ ب {الر تلك آيات الكتاب المبين} من سورة يوسف، والتي تتحدث عن أحسن القصص. ثم عندما طلبوا منه أن يُحدثهم، أُنزلت الآية {الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا} من سورة الزمر. وأيضًا عندما طلبوا أن يذكرهم، أُنزلت الآية {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} من سورة الحديد.
………………………………………………………………………………………………….