سورة التين هي سورة عظيمة، تحمل معاني بليغة، وتدعو الإنسان إلى التأمل في خلق الله تعالى، والالتزام بفطرته السليمة؛ حيث تبدأ السورة بقسم من الله تعالى بالتين والزيتون وطور سنين، وهي ثلاثة أشياء تدل على قدرة الله تعالى وحكمته، ثم تؤكد السورة أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، أي في أحسن صورة وهيئة، وجعل له الفطرة السليمة التي تدل على الإيمان بالوحدانية. وفي هذا المقال نوضح تفسير سورة التين وأبرز فضائلها ومعانيها.
تاريخ وأسباب نزول سورة التين
سورة التين هي سورة مكية نزلت قبل الهجرة النبوية، وتحتوي على ثماني آيات. سميت بهذا الاسم لأنها تبدأ بالقسم بالتين والزيتون، وهما من الفواكه المباركة والمفيدة للإنسان، ولم يرد في السنة الصحيحة سبب نزول السورة كاملة، ولكن بعض المفسرين ذكروا أسباب نزول بعض آياتها، مثل:
1- قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) نزلت في الكفار الذين كانوا ينكرون البعث بعد الموت، فأخبرهم الله بأنه خلقهم في أفضل صورة وحال.
2- قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) نزلت في مجموعة من الناس في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا قد تقدموا في العمر حتى فقدوا عقولهم وارتدوا عن دينهم، فأخبرهم الله بأنه سيردهم إلى أدنى درجات الجحيم، إلا من آمن وعمل صالحاً قبل ذهاب عقولهم، فأولئك لهم أجر عظيم.
اقرأ أيضاً عن: تفسير سورة الزلزلة
فضائل سورة التين
سورة التين هي من سور القرآن الكريم التي تحمل في آياتها العديد من الفضائل والحكم والمواعظ. من فضائل سورة التين ما يلي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة والتين أعطاه الله خصلتين العافية، واليقين ما دام في دار الدنيا، وإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا على مَنْ قرأَ والتين والزيتون فكأَنَّما تصدَّق بوزن جبل ذهباً في سبيل الله، وكتب الله له بكل آية قرأَها ستين حسنة”.
تحتوي سورة التين على القسم بالشجرتين المباركتين التين والزيتون، وبطور سيناء الذي نزلت التوراة فيه على موسى عليه السلام، وبمكة المكرمة حيث نزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم؛ وهذه المواضع هي موطن الأنباء والكتب السماوية.
تذكر سورة التين تكريم الإنسان من خلال خلقه في أحسن تقويم، وبيان انحدار المعصية إلى أسفل سافلين، والعدل الإلهي في جزاء المؤمنين والكافرين.